قال عز وجل:وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون

من أعجب تأويلات آيات الكتاب المجيد في المهدي هذا النص القرآني من سورة " الأنعام " ، وقد اتفق الجمهور على أنها في جده المصطفى صلوات ربي وسلامه عليهما وبارك ، لكن الحق يبقى هو الحق فوق كل تخرص وقول على القرآن بالرأي وأكاذيب السير ومزاعم المفسرة على الكتاب وقولهم في أسباب النزول ، مما بات سببا لضلال هذه الجموع من حثالات التراكم البشري ، من الذين بغضهم المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى وصفهم مطابقة للكتاب العزيز بأنهم مجرد "أنعام " لا أكثر ، بلا عقل وبلا بصيرة :

﴿ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا ﴾ .

هذا مستحقهم من الذكر ، عليهم اللعنة وسوء العقاب .

أقصى ما وصله من تخرص على هذا النص في السلف ، أن عُدَ نفرٌ من قريش المفترى عليها ، بأنهم كانوا يصدون عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنهم كانوا ينأون عنه بذات الوقت .

واختزل آخرون وقالوا هو عمه " أبو طالب " كان ينهى عن أذيته يعني وبذات الوقت هو ينأى عنه !!

وهذا كله كذب ولبئس ما قالوا برأيهم هنا ولبسوا على آيات الذكر المبين .

لكن تعالوا يا معاشر المعاصرين وانظروا بربكم لحال المنافقين وكلاب الشرط مع من زعموا عليه ، أنه كاذب في دعوته مفتري فيما يقوله على الله تعالى ، تعالوا وتمعنوا بالحقيقة التي خرجت من هؤلاء وعرفها الملاعين جيدا ، وأدركوها حق الإدراك ، ومن لم يعرفها منكم سأشرحها له هنا في بدايات التعاطي مع آيات الذكر العظيم في هذه السورة المباركة ، سورة " الأنعام " وما أدراكم ما سورة الأنعام ؟!

﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾

أنظروا لمن ينهى عن " المهدي " ، الآن ستجدونهم بغير عدد ولا إحصاء ، وإني لأقسم برب السماوات والأرض إنه قبل ما يبعث بالحق المبين والنهج الرباني وهو لا زال على اعتقاد التوحيد ووجوب البراءة من المنافقين ، كان هناك من أفتى متبوعيه باسم حزبهم :

" أن لا يسلكو لمسجدهم الطريق الذي يمر على بابه ، بل يجب عليهم أن يسلكوا أي طريق ما عدى الطريق الذي يمر أمام داره وهم ذاهبون لمسجدهم لأداء الصلاة فيه " !! .

وقبل هذا من النهي عنه وبعد هذا من النهي عنه ، لا زلنا نراهم في سبيل النهي عنه حتى ساعتنا هذه ، ومن لم يصدقني فليتحرى عن مجهودات كلاب الشرط خصوصا في بلاد الطراطير بلاد المخرطمين ، جندت عساكر الطواغيت بأعداد لا يعلمها إلا الله تعالى لمقاومة أمره وصد الناس عنه وعن ذكره .

ويمسك الكلاب ببعض أتباعه ، وكل ما مر الوقت ألحقوا بهم فوجا آخر " وهم ينهون عنه وينأون " !!

تقدروا تقولوا سعار " نهي " أصابهم وكلَبٌ ابعدهم مرجفٌ للقلوب ماحق لكل رشد ، فصاروا يتخطفون أتباعه ويصدون عنه ، أولا مطاوعة الشر والنفاق الحمقى الجهلة ، ومن ورائهم كلاب الشرط تنبح وتجهد نفسها بإرهاب الناس عن مجرد دخول منبره للإطلاع أو قراءة كتبه للإستيعاب ، حتى بلغنا أن " ملف " كل تابع له في قيد أولئك الكلاب حطب جهنم ووقودها المستعر ، بات يبلغ من السماكة ما ينوءُ بحمله الرقباء والحقراء من الشمامين واللحاسين المتطفلين المتجسسين ، وكل ذلك نهيا عنه .

كل تابع من أتباع الحق اليوم وقبل اليوم تحيط به دائرة " النهي " و " النأي " ، بديهة بات هذا الأمر في أتباع دعوة الحق هذه ، كلهم يعلمون ذلك وكلهم زادهم ذلك يقينا بالحق ، ولن أحدثكم بالعجب العجاب في شخصه دونهم حتى ما يطول بنا المقال ، إلا من موجز للإعتبار وسيأتي لاحقا تقريره ، خصوصا في دائرة (النأي) من أقاربه مثلا ، والنهي كذلك هم لم يتوانو فيه أبدا .

ولا أنسى هنا التذكير بما قصه المهدي نفسه عليه الصلاة والسلام في كتابه " تعبيد الموارد " ، فهناك فصل قصة الولد الرائي للمبشرات في ابتداء بعثه ، حين بلغته أمه داخل الحبس والله وحده يعلم كم من كلب بوليسي سهل لها ذلك المبلغ من أجل أن تغري ولدها لتصده عن أمر الله تعالى هذا وما بدأه الله عز وجل معه ، فمنته بالدنيا ومتاعها " سيارة " و " زوجة " ، وكان لها ما تمنت ، وهكذا كان ذلك أثرٌ من آثار " ينهون " .

إلا أن العبرة في ذلك تأتي والبرهنة الأكيدة على ذلك مما يجري من قوادي السلاطين وكلابهم المسعورة المطلقة على هذا الحق المبين بغلث ، وليس ما خفت حقيقته مثل ما ظهر أمره وبانت جريرته وقد علمه الكثير ، ويكفي بعلم ذلك وتيقنه أدل البراهين على انطباق معنى هذا النص القرآني بدلالته على واقع حال أتباع الحق اليوم مع هؤلاء انطباقا لا يبق لأقوال الكذبة من قبل المتخرصين ولا المعاصرين على تلك الآية من منفذ ، ولا بمقدار " سم الخياط " .

حكومات وجند تسعى للصد عنه ، أحزاب وجماعات ضالة تنهى عنه حتى روج منهم من روج لإعتقاد بأن مثلا : ما كتبه به السحر .

وقد قيل ذلك يقينا وصدقا في كتبه من أعداء لدعوته .

وكذلك موقعه بمقالاته وما بث به من كتب كذلك هو مما يسحر عقولهم أيضا ، زعم المبطلون كل ذلك خصوصا على من ضعف عقله من أتباعهم المضللين !!

جماهير غفيرة تحاربه وتنفر عن أمره : ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ .

أقول : حتى هذه لم تفلت من الذكر فقررت تلك الحقيقة في زبور نبي الله تعالى داوود عليه الصلاة والسلام ، هناك فصل الله تعالى ذكرها في أمر المهدي عليه الصلاة والسلام ، في نفسه ومن اتبعه ومن كذبه وحاربه ، هناك فصلت هذه الحقيقة الجلية اليوم تجدونها بكتابه المنزل من ربه عليه الصلاة والسلام ، ومما قاله هناك في هذا الشأن :

عليك يا رب توكلت لا تدعني أخزى مدى الدهر .

بعدلك نجني .

سريعا انقذني .

كن لي صخرة حصنٍ بيت ملجأ لتخلصني .

لأن صخرتي ومعقلي أنت .

من أجل اسمك تهديني !! وتقودني .

أخرجني من الشبكة التي خبأوها لي ، لأنك انت حصني .

في يدك استودع روحي ، فديتني يا ربُّ إله الحق .

أبغضت الذين يراعون أباطيل كاذبة ، اما انا فعلى الرب توكلت .

أبتهج وأفرح برحمتك لانك نظرت إلى مذلتي وعرفت في الشدائد نفسي .

ولم تحبسني في يد العدو بل أقمت في الرُّحبَ رجلي . . .

عند كل أعدائي صرت عارا وعند جيراني بالكلية ورعُباً لمعارفي !!

الذين رأوني خارجا هربوا عني !!

نسيت من القلب مثل الميت ـ اقرب أقارب المهدي عدوه كذلك !! ـ .

صِرتُ مثلَ إنَاءٍ مُتْـلَفٍ ، لأني سمعت مذمة من كثيرين !!

الخوف مستديرٌ بي بمؤامراتهم معاً علي ، تفكروا في أخذ نفسي.

أما أنا فعليك توكلتُ يَا رَبُّ ، قلت :

إلهي أنت في يدك آجالي ، نجني من يد اعدائي ومن الذين يطردونني .

أضىء بوجهك على عبدك خلصني برحمتك .

يا رب لا تدعني أخزى لاني دعوتك ، ليخزَ الأشرار ليسكتوا في الهاوية !!!

لتبكم شفاه الكذبِ المتكلمة على الصديق !! بوقاحة وكبرياء واستهانةٍ .

ما أعظم جودك الذي ذخرته لخائفيك !!

وفعلتهُ للمتكلين عليك تُجاه بني البشر .

تسترهم بستر وجهك من مكايد الناس .

تخفيهم في مظلةٍ من مُخاصمةِ الألسُنِ . " زبور داوود مزمور 31 "

﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ .

﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ . قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ .

وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ

قال عز وجل:وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون