يوميــــات شاب

أحلق ذقني


كما يصنع كل الرجال


المهووسين برونقهم


و أنا


أترامى في أحضان


بعض من ترانيم


سيدة الطرب


…


أجلس


كما علمتني


أمي أن أجلس


بكل لباقة و احترام


كي لا يضيع ما تبقى من جسدي


على الطاولة


أمام قهوة الصباح


اليتيمة السوداء


متحديا


أن أشربها قبل أن تشربني


تملأ الطاولة نفسها


و تزينها


بكل أنواع المأكولات الصباحية


و لكني أهجرها


كما يهجر الرجل زوجته في الفراش


و يتركها رفقة أطياف المسلسل التركي


المسائي


أعوذ بالله من الشيطان الشعري الرجيم


و أصلي الصبح


كما نهاني الإمام أن أفعل


و أرتدي


ما يحتملني من القمصان


ما يحتملني من السراويل


ما يحتملني من الأحذية

لكي أنتظر


نوبة الصرع الصباحية


أميرا – كما تدعي أمي -


أنتظرها خمسة دقائق و نصف الدقيقة


كما ينتظر القطار مسافره


تدهسني


بكل أريحية


و روح رياضية


نوبة الصرع الصباحية


أستيقظ أنا


و يبقى أنا مغمى عليه


إلى أن يشرب


نبيذ المساء رفقة حروف المساء


و أتجه إلى غرفتي ذات المتر المربع


توظبني حقيبة السفر


توظبني حقيبة العمل


و ترتميان على كتفاي


كما تعود زيتونة


لديارها


و أغادر مودعا


ما بقي مني في البيت


أنزل لشوارع الحي الصغير


تقتلني


تحييني


تقتادني


تخنقني


تحررني


تقيدني


أبتاع علبة سجائر


تدخنني


لتزيد وزنها


و ابتاعتني جريدة


بعناوينها البارزة


عن بلد


كان يسمى وطنا …


يبتلعني الزحام


وسط الشوارع الفارغة


و تمضي بي


إلى ملجئي


إلى منفاي


إلى المالاناهية


تقتادني


كقيثارة بعثرت الريح


أوتارها


وتمضي